Sunday, April 17, 2011

أعترافات أردنية عند نقطة الاحباط

انا أردنية بكامل قواي العقلية , أعترف بالخزي ,نعم أشعر بالخزي كل يوم عندما اخذ حمام الصباح و أنا أعلم ان غيري في هذا الوطن لم يصلهم الماء لأسابيع! و غيري في هذا البلد يملأ بركه العبدونية و الدابوقية بالماء دون ان يفكر و لا للحظة بالعطشى ! و غيري يروي مزارعه الواسعة دون حتى ان يدفع الفاتورة! أشعر بالخزي و الخجل لأني أقف في منصف الطريق و أرى و أسمع مكتوفة الأيدي, مقطوعة اللسان


أخجل من كل الشهادات الزائفة, و الخطابات الزائفة, و الأعمال الزائفة , و المواطنة الزائفة, و التدين الزائف , و الشركات الزائفة, و الولاء الزائف ........ أخجل أمامك يا وطني , من عجزي و من قلة حيلتي

أعترف يا وطني أني أعلم الكثير و لا أتكلم , أعترف أني رأيت و مازلت أرى الكثير من السرقات و سكت كالشيطان الأخرس و هربت و خفت و مازلت أخاف و مازلت أرتعب, أخاف من لعنات الجهال و من حجارتم , أخاف ان مت ان يقولو في نشرة الأخبار اني مت بسبب سكته قلبية أو انفلونزا الخنازير! أخاف ان مت و أنا اعبر عن رأي أن يسبوني على الفيسبوك و يقولو اني خائنة و قليلة أصل و معطلة للسير! يا وطني أني أخاف ان مت ان أموت هباء كما مات غيري هباء و تبقى انت كما انت! يا وطني ان دمي اصبح اليوم رخيص لا يحرك ساكن و لا يستحق حتى لحظة صدق أو اعتراف


أعترف اني أحلم كل يوم بالرحيل, و كل يوم احلم بالبقاء , و أحلم أن يكون لأبني وطن حقيقي و مواطنة كاملة بحقوقها و واجباتها , أحلم أن أعلمه "من يزرع يحصد" كما علمني أبي و أن لا يخيب أمله كما خاب أملي

يا وطني اني اعلم اني مسوؤلة عن مواطنتي, و اني مسوؤلة عن جعلك أنظف و أفضل , و أعترف سلفا اني فشلت